الجهاد فريضة غائبة: بين المسلمين الحقيقيين اليوم وواجب النصرة للمظلومين


 

الجهاد فريضة غائبة: بين المسلمين الحقيقيين اليوم وواجب النصرة للمظلومين

مقدمة

الجهاد في سبيل الله ليس مجرد ملاك، بل هو سامراكٍ يرتبط بنصرة الحق، شريك الظلم، والدفاع عن الضعفاء. في زمن تتدست فيه بوضوح وتكاثرت المحن، خصوصًا على الأمة الإسلامية، يتجلى بوضوح تقاعس كثير من الحكام المسلمين عن أداء واجبهم الشرعي والإنساني تجاه إخوانهم في الدين، وعلى رأسهم أهل غزة الذين واجهوا أبشع أنواع العدوان بلا نصير. هل تخلت عن الأمة فريضة الجهاد؟ وهل يختلف مفهومه اليوم عما كان عليه في الإسلام؟


الجهاد في الإسلام – فريضة لا نقابم بالتقادم



الجهاد في الإسلام من أعظم القربات وأجل الطاعات، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في مواضيع متعددة، منها قول الله تعالى:

"وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والولدان..."
(النساء: 75)

فهو ليس فقط للدفاع عن النفس، بل نصرة للمظلوم، وردع للظالم، وإعلاء لكلمة الحق. شارك الجهاد معاني متعددة، منها:
الجهاد بالنفس، الجهاد بالمال، الجهاد بكلمة، والجهاد بالموقف.


الفرق بين الجهاد في عهد الرسول واليوم

في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته، كان الجهاد منظمًا، راشدًا، وخاضعًا لقيادة استهداف الدين العدواني. لم يكن فوضويًا أو مسيسًا، بناءً على أسس ثابتة من الأحداث والعدل والرحمة.

أما اليوم، فقد شوه الإعلام بعض المفاهيم الجهادية العمياء، وألصقوا به تُهم التطرف، حتى بات كثير من المسلمين يترددون في كتاب الأكل من الوصم.

أصبح الجهاد اليوم قرارًا سياسيًا هشًا، مؤجلًا إلى حين تتفق عليه مصالح الدول، لا إلى حين يشتد الظلم على المستضعفين!


غزة – الجرح النازف وسط صمت العالم

غزة ليست على بعد مسافة قريبة من مدينة محاصرة، بل رمز للصمود في وجه أعتى آلة قتل، وسط صمت عربي واسلامي مخزٍ.

يُقتل فيها الأطفال، تُهدم المباني، يُمنع الطعام والدواء، ويمنع عنها الكلمة والنصرة.

العالم كله متفرج، وبعضه داعم للابادة.

غزة اليوم لا تواجه إسرائيل فقط، بل تواجه طعنة المسلمين.


تقاعس الحكام – خيانة الاستعداد والمسؤولية أمام الله



التقاعس عن نصرة المظلومين لا تنتهي إلا تقصيرًا عسكريًا، بل هو شرعية . قال رسول الله ﷺ:

"ما من أمرئ يخذل أمرأً مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عرضه، ويُنتقص فيه من حرمته، إلا خذله الله في وطنه يُحب فيه نصرته..."
(رواه أبو داود)

ما بالنا بما يشمل أمة بأكملها؟ من يصمت على المجازر، ومن يمنع الكلمة، ومن يُعاقب من يُريد أن ينصر أخاه؟ هؤلاء سيسألهم الله يوم القيامة عن اتخاذهم وتواطئهم .


عقوبة الله لمن يتخذ نصرة المظلومين

إن الله عز وجل لا يرضى بالظلم، ولا يقبل السكوت عنه. والنصوص كثيرة:

قال النبي ﷺ:

"انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا..."
قالوا: كيف أنصره ظالمًا؟
قال: "تمنعه ​​من الظلم، فذاك نصره".

فمن ترك نصرة أخيه المظلوم، فقد شاطره في ظلمه، وكان عليه وزر الساكت عن الاختلاف.
وهؤلاء لا ينتظرون إلا خزيًا في الدنيا، ويعذبون في الآخرة إن لم يتوبووا إلى الحق.


خاتمة

إن الجهاد لم يُلْغَ من الإسلام، بل غويّب عن المسلمين الحقيقيين. وإن نصرة المستضعفين، وعلى رأسهم أهل غزة ، ليست خيارًا بل واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا .

لن تقوم قائمة حتى تعود إلى ربها، وتعيد للجهاد مكانته، وطرد الذل والهوان من أوصالها.

"ومن يَتولَّهم منكم منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين."
(المائدة: 51)

فيا أمة الإسلام... أما آن لك أن تنهضي؟ أما آن لك أن تري المظلوم؟

تعليقات