السيرة النبوية ( زواج عبد الله من آمنة بنت وهب ) ج/6

 


فرحة قريش بفداء عبدالله

بعد أن نجى عبدالله بن عبد المطلب من الذبح بفضل فداء والده عبد المطلب، فرحت قريش بهذا الحدث العظيم. أخذ عبد المطلب بيد ابنه عبدالله وسار به إلى الكعبة، والناس ينظرون إليه بإعجاب. طاف عبد المطلب بابنه حول الكعبة سبع مرات، وكان عبدالله مشرق الوجه، يتهلل منه نور النبوة الذي سيحمله ابنه المستقبلي، محمد صلى الله عليه وسلم.

قدمت قريش التهاني لعبد المطلب على سلامة ابنه، وكان الجميع يدرك أن هناك شيئًا مميزًا في عبدالله.

نبوءة الحبر اليهودي لعبد المطلب

ظل عبد المطلب يتذكر حديث أحد أحبار اليهود في اليمن خلال رحلته التجارية إلى هناك. عندما استضافه ذلك الحبر، نظر إليه متفحصًا وسأله بإعجاب: "أنت من أهل الديور؟" أي من أهل الكتاب؟ ثم طلب منه أن يسمح له بالنظر إلى جسده بحثًا عن علامات معينة.

عندما تفحص الحبر جسد عبد المطلب، قال له بحزم: "أشهد أنك تحمل بين يديك ملكًا ونبوة." ثم نصحه قائلاً: "إذا عدت إلى مكة، فزوج أحد أبنائك من بني زهرة، لأن من ذريتك سيخرج رجل عظيم يجمع بين الملك والنبوة، وسيكون فخرًا لبني هاشم وبني زهرة."

قرار عبد المطلب بتزويج عبدالله

ظل هذا الحديث عالقًا في ذهن عبد المطلب، مما دفعه لاتخاذ قرار بتزويج ابنه عبدالله من بني زهرة. وعندما انتشر الخبر في مكة، أصاب الحزن العديد من الفتيات، إذ كنّ يحلمن بالزواج من هذا الشاب المبارك.

خطبة آمنة بنت وهب لعبدالله

ذهب عبد المطلب إلى سيد بني زهرة، وهب بن عبد مناف، ليخطب ابنته آمنة بنت وهب لابنه عبدالله. وافق والد آمنة على الزواج، وكان عمر عبدالله آنذاك ١٨ عامًا، بينما كانت آمنة تبلغ من العمر ١٤ عامًا (وفي بعض الروايات ١٦ عامًا).

تم الزواج في نفس اليوم، ووفقًا لعادات العرب، بقي عبدالله في ديار أهل العروس ثلاثة أيام، ثم عاد بها إلى أهله.

حمل آمنة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم

بعد زواجهما، حملت آمنة بأشرف خلق الله، محمد صلى الله عليه وسلم، النور المهداة للعالمين، وسيد ولد آدم. كانت هذه اللحظة بداية أعظم حدث في تاريخ البشرية، ميلاد النبي الذي سيغير مجرى التاريخ بنوره وهديه.

تعليقات